منزل عائلة مرسي في قرية العدوة يعيش سكان قرية العدوة مسقط رأس الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حالة من الحزن المشوب بالغضب لما تعرض له ابن قريتهم من عزل على يد قائد الجيش عبد الفتاح السيسي، ثم اختفاؤه قسريا طيلة الشهور الأربعة الماضية، وظهوره مؤخرا في قفص الاتهام لمواجهة تهم تتعلق بقتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية في 4 ديسمبر/كانون الأول 2012.
ويرى أغلب سكان القرية، التابعة لمركز
ههيا بمحافظة الشرقية، أن محاكمة الرئيس المعزول مرسي تأتي في إطار ما بدأه
قادة الجيش من انتهاك للشرعية منذ عزله وخطفه في 3 يوليو/تموز الماضي،
مرورا بمجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/آب الماضي، وانتهاء بتقديمه للمحاكمة على جرائم وصفوها بالملفقة.
ويرى محمد سالم، أحد شباب القرية، أن "ما يجري بحق الرئيس الشرعي للبلاد
هو مسرحية غير مقبولة، وجريمة بحق الشعب الذي انتخبه". ويضيف سالم في
حديثه للجزيرة نت أن "القرية كلها على قلب رجل واحد خلف الدكتور مرسي حتى
عودة الشرعية ومحاكمة قادة الانقلاب".
مدخل قرية العدوة مسقط رأس الرئيس المصري المعزول مرسي |
وتابع سالم "لو كان مرسي جبانا لاشترى حريته من قادة الانقلاب بأي ثمن، لكنه سار على نهج سابقيه من قيادات الجماعة الذين لم يفتدوا أنفسهم بالتضحية بمبادئهم، وقد ذكرنا موقف مرسي بموقف سيد قطب الذي رفض تقديم اعتذار مقابل إعفائه من حكم الإعدام".
وتعج شوارع القرية بصور الرئيس المعزول والعبارات المناهضة للانقلاب وقائده، بينما لا توجد لافتة واحدة مؤيدة للسيسي في كل القرية، وتتجلى حالة الحزن على ما وقع بحق مرسي في لهجة وأعين المتحدثين عنه.
ويقول الفلاح البسيط محمد الشوادفي، وهو عائد من حقله وممسك بلجام دابته، "الدكتور مرسي طيب ومن أصل طيب، ولو كان رجلا خبيثا كما يزعمون لما حدث له ما حدث". وأضاف للجزيرة نت "إن شاء الله ربنا سينصر الحق، وسينتصر للمظلوم".
ولم يبتعد حديث أغلب أهل القرية عن هذا السياق، فكل من تحدثنا إليه يرى أن المحاكمة جاءت بمثابة طعنة في قلب القرية كلها بحسب جمال، الذي سألناه وهو جالس أمام منزله -الذي تعلوه صورة للرئيس المعزول- عن شعوره تجاه ما جرى لمرسي، فأجاب "مرسي يحاكم لأنه حاول تحسين حالة المواطن الفقير ومحاربة الفساد".
وأضاف "عندما رأينا الدكتور مرسي واقفا في القفص محتفظا بقوته وهيئته، حينها تذكرنا موقف الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي واجه قدره نائما فزاد احترامنا لابن قريتنا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق