مازال لغز الفاجعة البحريّة التي جدّت قبالة جزيرة « لمبيوني » الواقعة على بعد عشرة أميال بحريّة من جزيرة « لمبدوزا » بأقصى الجنوب الإيطالي يوم 6 سبتمبر 2012 غامضا،
ومازالت عشرات العائلات لم تعرف الملابسات الكاملة للفاجعة ولم تكشف بعد سرّ اختفاء أكثر من أربعين من المشاركين في »الحرقة » ممّن لم يلقوا بأنفسهم في البحر، ومازالت بالتالي تنتظر الحقيقة بما فيها حقيقة الجثث السّبعة التي عثرت عليها السلطات الإيطالية بمحيط موقع الفاجعة البحريّة منذ عدة أشهر.
وفي هذا السّياق علمت »الصباح » من مصادر حقوقية مطلعة أن السلطات الإيطالية انتشلت فعلا سبع جثث متعفنة بمحيط جزيرة « لمبيوني » موقع الحادثة وقامت بإجراء تحاليل مخبريّة عليها ثمّ دفنتها، وأرسلت نتائج هذه التحاليل إلى السلطات التونسيّة لمقارنتها وتأكيد أو نفي علاقتها بالمفقودين التونسيّين في »حرقة » يوم 6 سبتمبر 2012، وأضافت مصادرنا أن أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس المتعهّد بالبحث في القضية لم يقم طوال هذه الفترة بالتحرّيات اللازمة لكشف هويّات هؤلاء وتحديد إن كانوا من بين المفقودين في هذه « الحرقة » أم لا. وبعد الضغوطات الإعلامية وتحرّكات عائلات عدد من المفقودين قام بالإجراءات اللازمة ليتبيّن من خلال مقارنة نتائج تحاليل (ADN) أصحاب الجثث وعدد من أقارب المفقودين عدم تطابقها، وبالتالي يتأكد بما لا يدع مجالا أن الجثث السبع التي عثرعليها بعد أكثر من خمسة أشهر من الواقعة لا تعود للمفقودين التونسيّين في »حرقة » 6 سبتمبر 2012 ليتواصل بالتالي الغموض.
يُذكر أن عملية الإبحار خلسة المشار إليها شهدت اندلاع معركة حامية الوطيس، إذ أصرّ »رايس الحرقة » على التوجّه إلى جزيرة « لمبدوزا » وفق الاتفاق الأول فيما أصرّ عدد هام من المشاركين على مواصلة الرحلة نحو صقلية، وهو ما تسبّب في إشهار عدد ممّن كانوا على متن المركب لأسلحة بيضاء وتهديد »الرايس » وهو شاب في السابعة عشرة من عمره بقطع يده بساطور، ما دفع عشرات »الحارقين » إلى الإلقاء بأنفسهم في البحرمن بينهم »الرايس » فيما يرجّح حسب نفس المصدر قيام أشخاص آخرين من المتواجدين على ظهر المركب باستئناف الرّحلة نحو صقلية.
وأكدت مصادرنا قبل أسابيع توفر قرائن مادية قوية عن وصول بقيّة من بقوا على المركب إلى اليابسة، مستظهرة بصورتين الأولى للحارق « عبد الفتاح ولها » تظهره ملتحفا بغطاء صوفي يسلم عادة للحارقين وبرفقته عسكري والثانية للحرّاق « عبد السّام كريديس » لدى تواجده على الرصيف.
قائمة « الحارقين » المفقودين
يذكرأن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعية نشر في وقت سابق قائمة »الحارقين » التونسيّين المفقودين في هذه »الحرقة » والتي تضمّت كلا من:سفيان الدشيشي-بلال كمون-حازم بوعزيزي-أنيس جرجير- صابرالجلاصي-توفيق الشيحاوي- محرزالكيلاني-محمد الحبوبي-طاهر الهنشيري-سلطان العقربي-محمّد علي الخيزري-حمزة البرهومي- محمد السّمعلي- رفيق حمّادي- بسام المدفعي- عصام الزيّاني- رشدي بوطارة- أيمن بن صميدة- العربي اليحياوي- أحمد شتيلة- سيف الدين القنوني- كريم الفرشيشي- أيمن الرفيقي- منصور الحوّاش- فاروق العقيلي- أحمد العوني- عقبة بن مبروك- أحمد العابد- أمين الهمامي- أيمن المصمودي- طارق شنوف- بلال المهذب- نضال بن حميدة- محمد الحتومي- بلال سحنون- عبد الباسط حمدي- منتصر الفرشيشي- نبيل الماجري- بلحسن مفيد- بديع زمان الغاني- عصام الزياتي- محرز كيلاني- بلال المتهنّي-أحمد الهمّامي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق