اعداد ابو اية عبد النور
يرجع تاريخ الكثير من مقابر لندن إلى بداية العصر الفيكتوري
ولا تزال هذه المقابر توحي بالجمال الحزين المرتبط بالعصر
الذي عاش فيه الروائي الشهير تشارلز ديكنز، وربما كانت أكثر
المقابر سحرا هي مقبرة هايجيت التي تم دفن أول جثمان فيها عام
1839 والتي دفن فيها الكثير من الشخصيات الشهيرة في ذلك
الوقت. وتوجه سيدة عجوز تعتني بمقبرة سؤالا لأحد الزائرين ”
هل تبحث عن قبر كارل ماركس ؟ “، وتعد مقبرة هايجيت مقصدا
سياحيا يلقى رواجا ومن السهل أن تفقد الإتجاهات فيها وسط
شواهد القبور والسراديب وقد تضل الطريق، وتنصح السيدة قائلة
: ” حافظ على تقدمك بشكل مستقيم ثم اتجه بعد ذلك يسارا “.
وتعد مقبرة هايجيت بالتأكيد أكثر مقابر لندن القديمة والكبيرة
روعة، ويطلق عليها لقب ” العظماء السبعة” ويرجع تاريخها إلى
النصف الأول من القرن التاسع عشر حيث تضاعف سكان لندن
التي كانت وقتذاك أكبر مدينة في أوروبا ليصبح أكثر من مليون
نسمة. وتم تخصيص مساحات ضئيلة جديدة للدفن لاستيعاب
الزيادة السكانية وبحلول أوائل الثلاثينيات من القرن التاسع عشر
أعلنت سلطات العاصمة البريطانية أنه لأسباب صحية يجب اتخاذ
إجراء ما، وفي غضون تسعة أعوام ظهرت إلى الوجود سبعة
مناطق دفن جديدة هي كنسال جرين ونور وود وهايجيت ونانهيد
وبرومبتون وأبني بارك وتاور هاملتس. وإلى يومنا هذا تعكس
هذه المقابر المجتمع الفيكتوري، وعلى سبيل المثال تم تقسيم مقابر
هايجيت إلى قطاع شرقي للفقراء بينما تم تخصيص الجزء الغربي
للأغنياء، وتم دفن كارل ماركس في القطاع الشرقي عام 1883
على الرغم من أنه دفن أصلا على مسافة 150 مترا من المكان
الذي يقف فيه الآن تمثاله النصفي البرونزي المكتوب عليه عبارته
الشهيرة ” يا عمال العالم اتحدوا”. وتوجد معظم معالم الجذب في
هايجيت في الجزء الغربي من المقبرة والنقطة الرئيسية فيها هي
الطريق المصري وهو بناء غير عادي مشيد من 16 قبوا على كل
جانب من ممر واسع ويتم الدخول إليه عبر قوس ضخم، وتم
شراء كل واحدة من هذه الأقبية من جانب الأسر كل على حده من
أجل الحصول على الخلود مما يعني أنه عندما يتم بيع كل القطع
تتوقف المقبرة عن أن تكون مصدرا لأية أموال. وبمرور الزمن
توفى أيضا أقارب الموتى المدفونين وتعرضت كثير من القبور
للتلف إلى أن تولت الإشراف عليها مجموعة تسمى ” أصدقاء
مقبرة هايجيت” عام 1981. ومنذ ذلك الحين تقول هذه المجموعة
إن أعمال التجديد والصيانة تم تنفيذها في الطريق المصري وفي
الدائرة اللبنانية وشرفة كاتاكومبس التي تم إدراجها الآن مع أكثر
من سبعين من النصب كمواقع للتراث الانجليزي. وبدأ الجزء
الغربي من مقبرة هايجيت مرة أخرى في السماح بعمليات الدفن،
وتم فيها دفن الناشط السياسي الروسي ألكسندر ليتفينينكو الذي
كان يوجه الإنتقادات للكرملين والذي توفى عام 2006 في منفاه
بلندن، وتعتقد جهات التحقيق البريطانية أن ليتفينينكو تعرض بفعل
فاعل للتسمم بمادة مشعة تسمى بلونيوم – 2010. ويعد الجمال
الحزين لهايجيت بالتأكيد هو أهم معالم الجذب لأية زيارة للمقابر
في لندن، غير أن هناك منطقة مقابر أخرى تستحق الزيارة وهي
برومبتون التي يوجد بها 200 ألف قبر وحيث توجد كتيبة من
تماثيل الملائكة التي تحرس الموتى. ويعد الجو في محرقة
جولدرز جرين مناسبا لمكان الراحة الأبدي بالنسبة لسكان لندن
من ذوي التفكير المتحرر وبالتالي فهو أقل كآبة، وهنا توجد جرار
صغيرة لحفظ رماد الموتى أو لوحات تذكارية صغيرة مدون
عليها أسماء شهيرة مثل الكاتب أميد بليتون أو قارع الطبول كيث
مون من فريق” ذي هو ” لموسيقى الروك. كما أن الرماد المتبقي
من حرق جثمان عالم النفس الشهير سيجموند فرويد موجود في
هذا المكان، وجاء ذلك تلبية لرغبته حيث تم وضع الرماد داخل
فازة أغريقية من مجموعته الأثرية.
يرجع تاريخ الكثير من مقابر لندن إلى بداية العصر الفيكتوري
ولا تزال هذه المقابر توحي بالجمال الحزين المرتبط بالعصر
الذي عاش فيه الروائي الشهير تشارلز ديكنز، وربما كانت أكثر
المقابر سحرا هي مقبرة هايجيت التي تم دفن أول جثمان فيها عام
1839 والتي دفن فيها الكثير من الشخصيات الشهيرة في ذلك
الوقت. وتوجه سيدة عجوز تعتني بمقبرة سؤالا لأحد الزائرين ”
هل تبحث عن قبر كارل ماركس ؟ “، وتعد مقبرة هايجيت مقصدا
سياحيا يلقى رواجا ومن السهل أن تفقد الإتجاهات فيها وسط
شواهد القبور والسراديب وقد تضل الطريق، وتنصح السيدة قائلة
: ” حافظ على تقدمك بشكل مستقيم ثم اتجه بعد ذلك يسارا “.
وتعد مقبرة هايجيت بالتأكيد أكثر مقابر لندن القديمة والكبيرة
روعة، ويطلق عليها لقب ” العظماء السبعة” ويرجع تاريخها إلى
النصف الأول من القرن التاسع عشر حيث تضاعف سكان لندن
التي كانت وقتذاك أكبر مدينة في أوروبا ليصبح أكثر من مليون
نسمة. وتم تخصيص مساحات ضئيلة جديدة للدفن لاستيعاب
الزيادة السكانية وبحلول أوائل الثلاثينيات من القرن التاسع عشر
أعلنت سلطات العاصمة البريطانية أنه لأسباب صحية يجب اتخاذ
إجراء ما، وفي غضون تسعة أعوام ظهرت إلى الوجود سبعة
مناطق دفن جديدة هي كنسال جرين ونور وود وهايجيت ونانهيد
وبرومبتون وأبني بارك وتاور هاملتس. وإلى يومنا هذا تعكس
هذه المقابر المجتمع الفيكتوري، وعلى سبيل المثال تم تقسيم مقابر
هايجيت إلى قطاع شرقي للفقراء بينما تم تخصيص الجزء الغربي
للأغنياء، وتم دفن كارل ماركس في القطاع الشرقي عام 1883
على الرغم من أنه دفن أصلا على مسافة 150 مترا من المكان
الذي يقف فيه الآن تمثاله النصفي البرونزي المكتوب عليه عبارته
الشهيرة ” يا عمال العالم اتحدوا”. وتوجد معظم معالم الجذب في
هايجيت في الجزء الغربي من المقبرة والنقطة الرئيسية فيها هي
الطريق المصري وهو بناء غير عادي مشيد من 16 قبوا على كل
جانب من ممر واسع ويتم الدخول إليه عبر قوس ضخم، وتم
شراء كل واحدة من هذه الأقبية من جانب الأسر كل على حده من
أجل الحصول على الخلود مما يعني أنه عندما يتم بيع كل القطع
تتوقف المقبرة عن أن تكون مصدرا لأية أموال. وبمرور الزمن
توفى أيضا أقارب الموتى المدفونين وتعرضت كثير من القبور
للتلف إلى أن تولت الإشراف عليها مجموعة تسمى ” أصدقاء
مقبرة هايجيت” عام 1981. ومنذ ذلك الحين تقول هذه المجموعة
إن أعمال التجديد والصيانة تم تنفيذها في الطريق المصري وفي
الدائرة اللبنانية وشرفة كاتاكومبس التي تم إدراجها الآن مع أكثر
من سبعين من النصب كمواقع للتراث الانجليزي. وبدأ الجزء
الغربي من مقبرة هايجيت مرة أخرى في السماح بعمليات الدفن،
وتم فيها دفن الناشط السياسي الروسي ألكسندر ليتفينينكو الذي
كان يوجه الإنتقادات للكرملين والذي توفى عام 2006 في منفاه
بلندن، وتعتقد جهات التحقيق البريطانية أن ليتفينينكو تعرض بفعل
فاعل للتسمم بمادة مشعة تسمى بلونيوم – 2010. ويعد الجمال
الحزين لهايجيت بالتأكيد هو أهم معالم الجذب لأية زيارة للمقابر
في لندن، غير أن هناك منطقة مقابر أخرى تستحق الزيارة وهي
برومبتون التي يوجد بها 200 ألف قبر وحيث توجد كتيبة من
تماثيل الملائكة التي تحرس الموتى. ويعد الجو في محرقة
جولدرز جرين مناسبا لمكان الراحة الأبدي بالنسبة لسكان لندن
من ذوي التفكير المتحرر وبالتالي فهو أقل كآبة، وهنا توجد جرار
صغيرة لحفظ رماد الموتى أو لوحات تذكارية صغيرة مدون
عليها أسماء شهيرة مثل الكاتب أميد بليتون أو قارع الطبول كيث
مون من فريق” ذي هو ” لموسيقى الروك. كما أن الرماد المتبقي
من حرق جثمان عالم النفس الشهير سيجموند فرويد موجود في
هذا المكان، وجاء ذلك تلبية لرغبته حيث تم وضع الرماد داخل
فازة أغريقية من مجموعته الأثرية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق